أربعة حروف تسبب كابوسا عالميا

منذ فترة بتنا نسمع مصطلح “داعش” كثيرا ، حتى أصبح المصطلح الأكثر تكرارا في نشرات الأخبار ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وحديث حتى عامة الناس..

داعش هي اختصار ل “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ذلك التنظيم الذي ظهر فجأة في البلدان العربية وبات يسبب الرعب للعالم أجمع ، والذي يدعي أنه يريد تطبيق الخلافة الإسلامية ، حيث يترأسه شخص يدعى “البغدادي” يسمي نفسه أمير المؤمنين..

أين ومتى ظهر هذا التنظيم..؟

أول ظهور لهذا التنظيم كان في العراق عندما قرر أبناء العشائر السنية وضع حد للظلم الواقع عليهم ، وتظاهروا لإسقاط المالكي وحكومته الفاسدة  ، ثم في سوريا عندما انتفض الشعب السوري ضد حكم الأسد ، تحديدا بعد ظهور ما يسمى بالجيش السوري الحر ، وفي ليبيا ظهر هذا التنظيم وقام بتنفيذ إعدام جماعي لأكثر من عشرين مصري مسيحي على شواطئ مدينة سرت ، تحديدا بعد ظهور ما يسمى بعملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر والتي أعقبت ظهور عمليات أخرى ك فجر ليبيا وقسورة والشروق وغيرها.

ظهور داعش فجأة وبهذه القوة محيــــــر جدا ، خصوصا بعد انتشارها في مواقع جغرافية كثيرة في تلك البلدان الثلاثة سابقة الذكر.

من يقف وراء هذا التنظيم ..؟ من أين لهم هذا التمويل الضخم سواء أكان عسكريا أم إعلاميا..؟

لماذا اختفى ظهور تنظيم القاعدة. وظهر تنظيم الدولة الإسلامية ..؟

برأيي من صنع تنظيم القاعدة في السابق هو نفسه الذي صنع تنظيم داعش اليوم ، أو على الأقل صُنع لنفس السبب  ليؤدي نفس الوظيـــــفة ، القاعدة في طريقها للاختفاء. تستطيع ملاحظة هذا حتى في نشرات الأخبار العربية والعالمية.. انتهت صلاحيتها وأصبحت هناك حاجة لظهور بديل وهو داعش بالتأكيد..

لماذا ظهر هذا التنظيم في تلك البلدان وفي هذا التوقيت بالذات..؟

من اللافت ظهور داعش في بلدان قررت أخيرا أن تثور على واقع سيء وأن تستبدله بواقع آخر يلبي مطالبها ويحقق رغباتها ، وأن تستبدل حكاما ظالمين بآخرين يحكمون بالعدل ، وبدل أن يتغير الحال إلى الأفضل تغير إلى الأسوأ .

كل ما تفعله داعش يصب في مصلحة الطواغيت ويمنع تحقيق حلم الشعوب في التحرر من الظلم .

هذه التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها للإسلام على اختلاف مسمياتها شوهت الاسلام كما لم يسبق لأي شخص على الإطلاق أن يفعل ذلك ، لكنني أؤمن بأن الغرب لا يخاف من الإرهاب قدر خوفه من الإسلام ، ولهذا أرجح أن يكون هو وراء هذا الإرهاب حتى يشوه صورة الإسلام في العالم..

محاولة لفهم حقيقة وجود تنظيم داعش في ليبيا

داعش تحارب داعش

لطالما حاول برلمان طبرق ورئيس حكومته عبد الله الثني وخليفة حفتر قائد عملية الكرامة التي لم تحقق شيئا حتى الآن سوى تهجير السكان من منازلهم وهدم البيوت وشلل حركة الحياة العامة في بنغازي ، لطالما حاولو إقناع العالم بأن العاصمة ومدن الغرب الليبي بشكل عام تحكمها جماعات إرهابية متطرفة تتبع للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ، ووصفوا الثوار بأنهم إرهابيون ينتمون لجماعات متطرفة ، وأن من واجب المجتمع الدولي دعمهم للقضاء على هؤلاء الإرهابيين كما زعموا.

بعد جريمة ذبح 21 مصري مسيحي التي نفذها مجرمون قالو بأنهم ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية نتفاجأ بأن المؤتمر الوطني يستنكر هذه الجريمة كما سماها ويرسل قوات تابعة لرئاسة أركانه لبسط سيطرتهم على مدينة سرت التي سيطرو عليها أولئك الذين يدعون بأنهم ينتمون لتنظيم “داعش” في ليبيا.

هل نفهم من هذا بأن هناك خلافا بين تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا..أم…؟؟؟!!!!

مخططات مصرية إيطالية فرنسية

مصر

القنوات المصرية حاولت إقناع الكثير ب وجود تنظيم يضم قيادات من جماعة الإخوان المسلمين المصرية في ليبيا وتكوينها ميليشيات عسكرية تسمى”الجيش المصري الحر” وتدريبها في درنة .

ثم بعد ذلك سمعنا على لسان “هيكل” بأن مصر لديها حقوق في ليبيا حيث قال هيكل بأنه لابد للجيش المصري التدخل عسكريا في ليبيا لإنقاذ حقوقنا الجغرافية وتمنى انه لو حدث حتى سماها “الفرصة الضائعة للجيش المصري”.

وسمعنا نفس الحديث على لسان المسلماني”المتحدث الإعلامي باسم رئيس الجمهورية حاليا” وسماها “حقوقنا الضائعة”

أيضا سمعنا عن تدخل عسكري مصري داخل ليبيا على لسان الإعلامي المصري توفيق عكاشة قبل أكثر من 6 أشهر

قبل أكثر من ثلاثة أسابيع ظهرت أخبار على موقع فيسبوك تفيد بأن المخابرات المصرية تجهز ل شيء ما في ليبيا وربما مصراتة..

ظهور أحمد قذاف الدم في لقاء تلفزيوني في قناة مصرية مع مذيع مصري يدافع فيه عن الشباب الذين ينتمون لتنظيم الدولة ويصفهم بأنهم”شباب انقياء” .

حدث هذا كله قبل ظهور فيديو مصور قيل بأنه تم تصويره في مدينة سرت الليبية والذي يظهر ذبح 21 مصري مسيحي تبنته الدولة الإسلامية”داعش”..

أين اختفى ذلك الجيش المصري الحر الذي قيل بأنه يتكون من أفراد من إخوان مصر ويتدربون ف مدينة”درنة”..؟!!

كيف تنبأ إعلامي مصري بحدوث ضربة عسكرية مصرية على ليبيا قبل تلك المدة “أي قبل حتى ظهور ذاك الفيديو”..؟

هل نستطيع تصديق إشاعات من الفيسبوك ذلك الموقع الذي يكتب فيه ملايين البشر حول العالم ما يحلو لهم دون دليل..؟أم أنه لا يوجد دخان بدون نار كما يقول المثل..؟

ماذا نفهم من كلام قذاف الدم-الذي تربطه علاقة شخصية مع السيسي-من تعاطفه مع شباب “داعش”

إيطاليا

لطالما انزعجت إيطاليا من الهجرة غير الشرعية التي تأتيها من ليبيا وأرادت إيجاد حل جذري لها ، وتأثرت بشكل كبير كما تاثر غيرها من الدول من إنخفاض مستوى تصدير النفط الليبي بعد سيطرة مسلحين على حقول النفط في منطقة الهلال النفطي ، حيث سمعنا مرارا وتكرارا جاهزيتها للتدخل في ليبيا “أو ضرورة التدخل”

فرنسا

كلنا سمعنا تصريحات المسؤولين الفرنسيين بوجود إرهابيين في منطقة الجنوب الليبي وضرورة محاربتهم ، حدث هذا بعد ظهور عملية الكرامة التي أطلقها خليفة حفتر والتي أعقبتها نداءات باستقلال ولايتي برقة وفزان.

هل يعيد التاريخ نفسه سنة 1949 مع استبدال بريطانيا ب مصر…!

اليوم هناك مشروع تخطط له هذه الدول”مصر وإيطاليا وفرنسا” لتقسيم ليبيا-يشبه إلى حد كبير مشروع بيفن سيفورزا- بحيث تصبح ولاية طرابلس تحت الوصاية الإيطالية ، وولاية برقة تحت الوصاية المصرية ، وولاية فزان تحت الوصاية الفرنسية .

من المعروف عند انفصال أي بلد إلى بلدين أو أكثر-كما حدث في السودان-يحدث نزاع بين الدولتين الوليدتين على مناطق حدودية بينهما-مثلا برقة وطرابلس أو طرابلس وفزان-تأتي الأمم المتحدة وتحدد منطقة عازلة تحميها قوات أممية أو أجنبية.

ولاية فزان تتكون أغلبها من صحراء ولا فائدة من مساحات شاسعة من صحراء شاسعة دون منفذ بحري لذا تتطلع فرنسا إلى البحث عن ذلك المنفذ والذي هو سرت بالطبع

هل هي صدفة أن يتم تصوير ذلك الفيديو في سرت كما زعم تنظيم الدولة الإسلامية..؟ ولماذا خص إيطاليا بالذكر في ذلك الشريط..؟ كيف تنتقم داعش لمقتل اسامة بن لادن الذي ينتمي لتنظيم القاعدة الذي اتهم تنظيم داعش بالتطرف..؟

هنا أحب أن أنقل تساؤل لشخص يدعى “أحمد المغير” عن سر هذا التحول العجيب من مدينة كانت تؤيد وبشدة نظام القذافي لدرجة لجوء القذافي نفسه لها في آخر أيامه ، تحولها فجأة وبدون مقدمات إلى مدينة تأوي جماعات جهادية تبايع تنظيم الدولة الإسلامية وزعيمه البغدادي..!!؟؟ وهل لهذا علاقة بحديث قذاف الدم ودفاعه عن “شباب داعش الانقياء”