الإكتئاب

الاكتئاب هو مرض نفسي يصيب الانسان في أي مرحلة عمرية ، وغالباً ما يرتبط بظروف صعبة يعيشها الفرد تنعكس على نفسيته كفشله في تحقيق ما يطمح إليه ، أو فقدان شخص عزيز عليه .

   يميل مريض الاكتئاب إلى العزلة والوحدة ويفضل البقاء في فراشه والنوم لساعات طويــــــــلة ، ويشعر المصاب بحالة دائمة من الحزن والفراغ واللامبالاة وفقدان الشعور بالوقت ومن حوله من البشر والعصبية والمزاج السيء أغلب الوقت والتفكير الدائم ، مما يؤدي إلى فقدان التركيز والتأثير سلبا على مستوى ذكاءه ، وفي بعض الأحيان يصاحب هذه الأعراض النفسية أعراضاً جسدية مثل آلام في المعدة أو الشعور الدائم بالتعب والصداع  .

عادة ما يعاني المكتئب من مشاكل أسرية ناتجة عن عدم فهم الأسرة لهذا المرض وعدم مراعاة مشاعر المريض ، أو مشاكل في العمل بسبب التفكير الدائم وفقدان التركيز .

  معظم الناس لا يبالون بمثل هذه الأمراض النفسية ولا  ينتبهون أصلا لتلك الأعراض التي تصيب الفرد ، مما يؤدي إلى تفاقم المرض وصعوبة شفاء المريض .

اليأس والتفكير في الانتحار والاقدام عليه هي آخر مراحل مرض الاكتئاب ، حيث يقدم المريض على الانتحار عندما لا يتلقى علاجاً لمرضه .

  من أسباب انتشار الاكتئاب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة واندلاع الحروب واستمرارها وعجز الفرد عن تحقيقه أحلامه وطموحاته ، حيث ساهمت تلك الأوضاع في ارتفاع نسبة المصابين بالاكتئاب إلى أكثر من 300 مليون شخص هذه السنة حسب منظمة الصحة العالمية.

من المهم خضوع المكتئب إلى جلسات علاج نفسي وهذا لا يتم إلا بعد اقتناعه بأنه مريض ، فبعض المصابين لا يريدون الاعتراف بمرضهم ، والبعض الآخر لا يرغبون في تلقي العلاج ، وذلك إما لخجلهم من البوح للأخصائي النفسي أو لاعتقادهم بأنهم الوحيدون الذين تعرضوا لهذا المرض ، أو لخوفهم من نظرة المجتمع لفكرة العلاج النفسي  حيث يرى الكثير أن وظيفة الطبيب النفسي تقتصر على علاج الأمراض العقلية فقط.

بعض المصابين يرغبون في الشفاء من الاكتئاب لكنهم يعجزون عن ذلك بمفردهم ، لذا ينصح لمن لديه شخص يعاني من الاكتئاب أن يقف بجانبه ويساعده على الخروج من تلك الحالة .

إلى جانب العلاج النفسي هناك أطباء ينصحون بأخذ أدوية مضادة للاكتئاب وذلك حسب خطة علاج يقررها الأخصائي النفسي أو الطبيب المختص ووفق وصفة طبية  .

أخيـــــراً لابد من التذكير بأننا خلال رحلتنا في هذه الحياة لابد أن نتعرض إلى أزمات ومصاعب ومشاكل ، وأن التقرب إلى الله هو السبيل إلى مواجهتها ، وأن البعد عن الله والاستماع إلى وساوس الشيطان هو أحد الأسباب المهمة التي تجر النفس إلى الإكتئاب ، وأن أهم علاجٍ لهذا المرض وأسهلها من حيث توفره للجميع دون استثناء هو العلاج الروحاني ، فقراءة القرآن وتدبره وذكر الله والاستغفار سبب مهم لانشراح الصدر وإزالة الهم والغم عن النفس وأهم سبب للراحة النفسية  .

قال تعالى : “أَلاَ بِذِكْرّ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”